قصص فيمدوم

رواية خاضع لمولاتي الفصل الخامس 5 – قصص فيمدوم

رواية خاضع لمولاتي الفصل الخامس 5 – قصص فيمدوم

 

البارت الخامس

 

انضم لقناتنا على التليجرام (من هنا) عشان تشوف الحصريات

كانت مارلين بنظرهم زميلة العمل المنعزلة غريبة الاطوار التي لا تجيد المجاملات ولا تظهر سوى الملامح المتهجمة او المستاءة طوال الوقت ومن غير سبب، تقوم بواجباتها بصمت وعلى أتم وجه وتغادر دون ان تنطق بكلمة وهذا ما لم يشجع احد على الاقتراب منها او خوض نقاش معها…
بعد ان أنهت دوامها الرسمي قررت البقاء لوقت إضافي في المشفى كما جرت العادة مؤخراً ارتدت زي العمليات واتجهت لطابق العمليات الجراحية بعد ان استأذنت طبيب الجراحة المسؤول عن عملية استئصال الغذة الدرقية الذي لم يمانع استقبالها فقيامها بتمديد وقت دوامها كطبيبة متدربة اعتبروه اجتهادا منها الا انها كانت تستهدف العمليات الجراحية بالاخص تلك التي تُجرى في الرقبة او التي تنطوي على شق طولي بمنتصف البطن ما يبرز جميع الاعضاء الداخلية أو التي تتضمن بتر الأطراف ؛ طوال الفترة السابقة كانت تتنقل بين صالة العمليات الجراحية ووحدة الحروق تتلذذ بمشاهد التشريح وتقطيع الجلد والعضلات والأعضاء وصرخات المرضى المتألمين.
تمنت ان تمسك المشرط عوضا عن ذاك الطبيب الذي يجري العملية في الرقبة وتفصل رأس المريض الممدد على السرير عن جسده عواصف من الافكار الاجرامية تعصف بداخلها خلف مظهر شديد الهدوء والسكون بعد ان أخذت كفايتها كانت على وشك مغادرة صالة العمليات صدمها حضور غير متوقع للطبيب تيام حاولت ان تتجاهله الا انه استوقفها ليتسائل باستغراب
– مارلين ماذا تفعلين هنا ؟
بدا عليها الارتباك والتلعثم لترد عليه متجاهلة سؤاله
– من الغريب مصادفتك في الطابق الخاص بالعمليات الجراحية
– لقد تم استدعائي لأقوم بالتعزيز بالنفسي لاحد المرضى الذي رفض الاجراء الجراحي لازالة الورم الخبيث في اللحظات الاخيرة ما قبل العملية
– اذا لنتكلم في وقت لاحق علي المغادرة لامر طارئ
وغادرت على عجل لم تكن ترغب بإطالة الحديث معه.
في اليوم التالي بعث اليها برسالة يخبرها بضرورة لقاءه في المطعم المجاور للمشفى والذي هو في الاساس تابع للمشفى
استغل وقت الانتظار في قراءة احدى مفضلاته من الكتب الفلسفية قبل ان يجتذب انظاره كما الجميع غيره من الموجودين صوت ارتطام كعب حذاءها العالي بالارضية منبها لقدومها و عطرها الجريء الذي فاح وسبقها كانت ترتدي فستان اسود قصير بنهايات مموجة ونظارات مضللة سوداء تبعتها الأنظار حتى بلغت وجهتها سارع ليسحب الكرسي المقابل له بطريقة لبقة ليتيح لها الجلوس
– مرحبا هل تأخرت ؟
– قليلا
– ما الامر الذي طلبت مقابلتي لاجله دكتور تيام
– في البداية اسمحي لي ان اطرح عليكِ سؤالا … لماذا كنتِ تحاولين تجنبي عندما صادفتكِ في المشفى ؟ أتعملين هناك في صالة العمليات بالتحديد؟
– ليس كذلك ، كانت فقط احدى الطرق التي قصدتها سابقا لاستخلاص المتعة دون ايذاء احد؛ ليرد موضحا
– اتعرفين انها احدى اليات الدفاع النفسي ما يُعرف بالتسامي من خلال توجيه الأفكار والاندفاعات السلبية أو غير المقبولة إلى سلوكيات أكثر إيجابية وقبولًا للفرد والمجتمع كأن يتجه أحدهم لممارسة الرياضات العنيفة أو تعلّم فنون القتال أوممارسة مهنة جراحية بشكل لا واعي بهدف التخلص من السلوك العدواني، وتقنين غضبه وتوجيه مشاعره السلبية.
– يبدو منطقي إلى حد ما
– على اي حال خذي هذا
وضع أمامها علبة دواء لتقول باستنكار
– اليس هذا Carbamazepine احد مضادات الصرع ؟
– نعم ، سنستخدمه كمثبط للسلوك العدائي عند جرعات معينة
– لكن الاستمرار عليه يسبب الادمان
– فقط اتبعي توصياتي اكتفي بتناول حبة واحدة ليلا يوميا لمدة شهر وسأكتب لك الوصفة الطبية للحصول عليه كلما احتجتِ لانه لا يمكن ان يُصرف بدونها
– لا مشكلة
حل صمت بينهما للحظات قبل ان تُوقع ملعقتها تحت الطاولة فأشارت اليه
– هل يمكنك إحضارها ؟
أومأ بالموافقة وانحنى ليلتقطها تسمر عند رؤية ساقيها وقدميها بدتا كمنحوتة فنية صُقلت بعناية شديدة تحبس الأنفاس كانت ترتدي حذاء ‏saint laurent الأسود ذو الكعب الذهبي المميز وقد طلت اظافر قدميها بلون اسود لامع؛ كمن غُيب وعيه لم يدرك كم قضى من ثوانٍ ودقائقٍ عند قدميها ليعيده صوتها لرشده
– هل وجدتها ؟
– تفضلي
ناولها ليعود إلى كرسيه ارتسمت على وجهها ابتسامة ماكرة شابكة اصابع كلتا يديها تحت ذقنها سألته في محاولة لكسر الصمت الغريب
– اهذا يكون احد المثبطات التي ستُبنى عليها الدراسة
– نعم ستنقسم لجزئين الاول يعتمد على الجانب الدوائي والثاني على أساليب نمط الحياة سنقوم ببعض التداخلات فيما يخص الحياة الاجتماعية وسنحاول استرجاع القيم التي فقدت
– كيف ذلك ؟ اشك في انها كانت موجودة اساسا
– لا تستعجلي الامور فقط سيري وفق الخطة
– كم ستستغرق وقتا
– حتى أُغيركِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *